2010-09-16

وجوه // يوميات من بيروت!


"في الستينات كلنا في الدنمارك، كلنا كنا موالين لإسرائيل ومتعاطفين مع حق اليهود على الحصول على الأرض.. وأنا كنت واحداً منهم"!!
قال يورن فلندت بيدرسون المخرج الدانماركي للأفلام الوثائقية ـ الذائع الصيت ـ الذي يعيش عقده الستيني بمواصلة وهمة لعمل المزيد من القصص والأعمال لمؤسسته التلفزيونية الخاصة.

دعوته إلى بيت عائلتي الدانماركية،، لتناول العشاء العربي،، جاء هذا الرجل الكبير بالعمر، الشاب في روحه وفي حضوره وفي قدرته على الركض في الحياة،
شاركنا الطاولة مع قصص من تجاربه، يتنقل من قصة لأخرى وكأنه يقلب صفحات التاريخ والأحاديث ،، ممتلء هو بالتفاصيل وبالشخصيات التي مرت عليه.. لاتشعر بالوقت وهو يتحدث.. وراوي قصص من طراز خاص. ممتع جدا وساخر..
سألته كيف يمتلك معرض ديفيد كوليكشن كل هذه المخطوطات النادرة جدا من زمن الرسول!! من أين حصل عليها؟؟.. يجيب تعرفين لدينا تاريخ طويل لحب السرقة من الشرق هنا في الغرب.

هو رجل موسوعة، يعرف الكثيرين في الدانمارك، يعرفه أشخاص أكثر،، كان مدير لأكبر محطتين تلفزيونتين في البلاد ومراسل لهما في بلدان مختلفة.
كان أول شاب يتخرج من العلوم السياسية في شمال البلاد، وأول وأصغر طالب ينتخب ليكون عضو في البلدية!!

هذا الرجل الذي كان في شبابه مدافع عن حق اليهود، إنتقل ليكون من أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطيين لتحرير أرضهم ، إستحضرت التحدث عن هذا الرجل الصديق، في ذكرى مذبحة صبرا وشتيلا هذا الشهر،

يورن كان من أوائل الأشخاص من أوربا ممن حمل كاميرته، وذهب إلى لبنان لعمل فيلم وثائقي يدعى يوميات من بيروت، ذهب إلى هناك وهو لا يعرف اللغة، لكن آمن بأن كارثة إنسانية يجب أن تنقل. وفعل!!
هناك إلتقي بأني كنفاني ، السيدة الدانماركية زوجة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني..
هي ساعدته للحصول على بعض المصادر، في حين كانت تلك السيدة الدانماركية، تكرس نفسها من أجل تطبيب الجراح ومساعدة العائلات الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية ،،

"في شبابي لم نسمع إلا وجهه النظر الإسرائيلية كانت قوية ونشيطة، لم نسمع وجهه النظر من الجانب الأخر".. يقول

وعندما ذهب ليسمع وجهه النظر من الجانب الأخر، أصبح ناقل، مصور ، مدافع للحقيقة..
يورن كتب عن الحرب الأمريكية في العراق من خلال عين عائلة فقدت أسرتها

كتب عن الأقليات العربية من خلال أزمة وواقع الشباب العربي الدانماركي للإندماج في المجتمع في فيلم وثائقي أولاد من فولسموسى ( حيث الجيتو الذي يعيش فيه أغلبية الأسر العربية التي هاجرت للدانمارك) ..

يورن فلند بيدرسون رجل من الصعب إختصاره والتحدث عن كل حمولته، وتجاربه.. لكنه وجه من وجوه الدانمارك..
وسأحمل من بين فترة وأخرى بعض الأسماء و الوجوه من هذه البلاد الصغيرة التي لا يتعدى عدد السكان فيها أكثر من 5 مليون..

2010-09-15

الله في الدانمارك


يارجل من المستحيل أن تكون مسلم و متدين في الدنمارك... بالمنحة !!

هذه البلاد هي من أكثر البلدان العلمانية بل والملحدة، غالبية المواطنين لا يؤمنون بشيء،،
كانت مفاجاءة عندما سمعت شاب يقول أن الله غير موجود!!!
غير موجود!! بكل هذه البساطة ،
وأنا أمضيت 12 عاماً أدرس كل الحصص الدينية من التوحيد والفقة والتجويد وحصة القرأن في مدرستي السعودية،
وأنت تقول أن الله ليس موجود!!

نعم ليس موجود.. هزة كبيرة.. لا أفهم .. كيف لا يكون موجود .. وأنت أيها الدنماركي موجود

ثم يأخذونني إلى رحلة علمية، الأرض إنفجرت، ووحدث أن جئنا بالمصادفة، ومن ثم حدث أن تطور الإنسان من قرد... كل هذه المعلومات والأحاديث العلمية..

ثم أفتح معهم الجدلية، وأنقل كل المعلومات التي أحفظها عن ظهر قلبي من الحصص الدينية والتي نجحت فيها بدرجات مرتفعة،
ثم أصدم بسؤال من خلق الله من البدابة إذا، أعود إلى ماكينة المعلومات في رأسي من حصص المعلمات في مدرستي الحكومية.. لا أجد جواباً أكثر.. لأول مرة أشعر بأني أسقط في كل المواد الدينية التي درستها.

أسقط في الواقع ...

لماذا، لأن إيماني وأمور كثيرة في داخلي هي محفوظات عن ظهر قلب، هي مورثات أباً عن أب، مجتمع عن مجتمع، هي أسئلة جاهزة منحتها، وعلي أن لا أسأل أكثر، لأن للشيطان مداخل لا تفتحيها.. قالت الأستاذة عندما سألتها عن الشك الذي قد يكون.

نحمل الشك، وعار الصمت من الإعلان عنه، لا نتحدث، لا نجادل ، تعلمنا أصول الكبت حتى لا نفتح للشيطان ، أين هو هذا الشيطان.. أخافني، وكبل عقلي من الحديث العالي...سحقاً

النتيجة التي وصلت إليها ، أن إيمان بدون أختيار يسقط كثيرا في هذه البلدان الباردة ،
في هذه الليالي التي يسود جانبها، والكل يبحث عن الدفء فيها بإلتفافه حول شعلة من النار والحطب، والخمر الأبيض يدفء مروره الجوف... ف
ي هذه البلاد التي يفترض أن تصوم فيها أكثر من 20 ساعة،،
تسمع فيها إمرأة دانماركية تبتسم وتقول لي،، الإسلام صمم للجزيرة العربية وللصحراء لكن ليس للشمال البارد.

ثم تفكر وتعيد الكرة المرتين !!!

وأعود بذاكرتي لبراءة الطفل في داخلي الذي لا يفكر بعواقب السؤال وقوانينه

وأذكر أني سألت والدي في استهلالية البحث والإكتشاف .. من خلق الله ؟؟
فهمس في أذني أسألي الله عندما تلتقين بيه ... أنا لا جواب عندي!!

وبدأت أسأل السؤال لأعرف محلي من الإعراب والإيمان!!!

هناء هل الله موجود، هل تؤمنين بوجود الله في داخلك، أوفقط تعلمتي الإيمان بذلك...

أكاد أجزم، أن معلمة التوحيد في مدرستي، التي علمتني ترديد ( من ربك؟ ربي الله الذي حلقني ورباني بنعمته)
كانت ستحوقل إذا قرأت مدونتي اليوم!!

وتبكي على أن قلبي زاغ عن الحق، وأني في طريقي إلى الهلاك
لكني، أعيش في هذه الغربة الإختيارية والمؤقتة تجربة روحية عظيمة
تساءلات تتلبسني، وبحث رائع في الدواخل،

أفضل أن يكوني إيماني إختياراً، صناعتي الخاصة على أن يكون
صناعة إجتماعية أو ثقافية أو حتى مدرسية يسقط سريعا أمام التجربة الدنماركي .. لهوانه وضعف جذوره!!

أفضله أن يكون أو لا يكون أبداً ..

والله أرحم بي من الشرطة الدينية، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، .. ومن جميع خلقه...